المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

حبل الود

 ...كان يدفعني بحماس لأتعلم قيادة السيارة، وكنت أبدي تخوفي منها، والحقيقة غير ذلك، وهي أني أريد أن أبقى بقربه عندما نذهب أو نغدوا للمشاوير الخاصة بنا وأن يظل إحساس حاجتي إليه قائما في ذهنه، لم تعجبني فكرة الاستغناء التام والاستقلالية عنه حتى وإن بدت في صورة حرية وتمكن وإمتلاك مهارة وقوة. الحقيقة الإنسانية تقول أن جزءا كبيرا من سعادتنا يكمن في وجود ارتباط بينتا وبين من هم حولنا، ويكون هذا الارتباط متطلق من الحب مربوط بالحاجة، مقيد بالطلب والاستمرار لتبقى علاقتنا ممتدة وخيط الرحمة والدفء ثابت لا ينقطع. أتذكر عندما كان أطفالي صغارا كنت أتضايق لكثرة حاجتهم لي، واعتمادهم أو بالأحرى رغبتهم في أن أكون معهم ومشاركة لهم عندما يلعبون أو يقرؤون أو يدرسون بل حتى عندما يذهبون للفراش يصرون علي أن أكون بقربهم، حينها لم أكون مستوعبة بشكل كاف معنى الاستمتاع بحاجة الآخرين إليك، كنت أرى في ذلك إرهاقا لي وزيادة عبء وعدم قدرة في تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم، لم أستوعب هذه المعاني إلا بعد مدة طويلة عندما كبر أكثرهم واستقلوا بقراراتهم وأفكارهم ومنازلهم بل حتى بما يشتهون من طعام ويلبسون من ثياب، حينها أدركت