حبل الود

 ...كان يدفعني بحماس لأتعلم قيادة السيارة، وكنت أبدي تخوفي منها، والحقيقة غير ذلك، وهي أني أريد أن أبقى بقربه عندما نذهب أو نغدوا للمشاوير الخاصة بنا وأن يظل إحساس حاجتي إليه قائما في ذهنه، لم تعجبني فكرة الاستغناء التام والاستقلالية عنه حتى وإن بدت في صورة حرية وتمكن وإمتلاك مهارة وقوة.

الحقيقة الإنسانية تقول أن جزءا كبيرا من سعادتنا يكمن في وجود ارتباط بينتا وبين من هم حولنا، ويكون هذا الارتباط متطلق من الحب مربوط بالحاجة، مقيد بالطلب والاستمرار لتبقى علاقتنا ممتدة وخيط الرحمة والدفء ثابت لا ينقطع.

أتذكر عندما كان أطفالي صغارا كنت أتضايق لكثرة حاجتهم لي، واعتمادهم أو بالأحرى رغبتهم في أن أكون معهم ومشاركة لهم عندما يلعبون أو يقرؤون أو يدرسون بل حتى عندما يذهبون للفراش يصرون علي أن أكون بقربهم، حينها لم أكون مستوعبة بشكل كاف معنى الاستمتاع بحاجة الآخرين إليك، كنت أرى في ذلك إرهاقا لي وزيادة عبء وعدم قدرة في تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم، لم أستوعب هذه المعاني إلا بعد مدة طويلة عندما كبر أكثرهم واستقلوا بقراراتهم وأفكارهم ومنازلهم بل حتى بما يشتهون من طعام ويلبسون من ثياب، حينها أدركت جمال وقيمة أن يبقى الآخرون محتاجون ، لذا حاولت أن استدرك ما بقي من تلك الحاجة، وأظل محتاجة لمن هم في دائرة المحبة والصلة والصحبة لتستمر الحياة حلوة معهم جميلة بهم ممتدة بالحاجة إليهم، مزدهرة بالخدمات التي نتبادلها بيننا.

فهل تتفقون معي في ذلك؟

دمتم بسلام🤍

تعليقات

  1. عزيزتي "فاطمة" أشكرك على مواصلة الكتابة ومشاركتنا لحظاتك الحلوة والمُرة ..
    أحببت اصرارك وعزيمتك تبارك الله، كلماتك تنشر الأمل ~
    قرأت جميع تدويناتك بحُب واهتمام وأتيت أتفقد أحوالكِ .. ما سرُ غيابك المفاجئ عن هذا المكان ؟
    آمل أنكِ بخير وأفضل حال.. أنا ايضًا أُحب التدوين والكتابة .. ولا أخفيك أنني أرغب بشدة في تطوير نفسي في هذا الجانب
    ودائمًا ما استشعر نفسي افتقر افقتار شديد و واضح الى "الثروة اللغوية" وقد صادفت تدوينك التي تحدثتِ فيها عن هذا الموضوع.
    وشد انتباهي ذكرك لـ " د.خالد بن عبد العزيز الباتلي" لأول مرة أسمع به وصدقًا أود الالتحاق بالدورة التي يقدمها، لذا هلا ساعدتني .. وشرحتِ لي كيف ؟
    وايضًا حديثك عن حفظ القرآن، أشعل فيني الحماس من جديد .. ففي كل مرة أعزم على بدء الحفظ أجد نفسي توقفت فجأة متعللة بالأشغال أو الظروف التي تطرأ في حياتي ..
    ولكن هذه المرة، وجدت نفسي أرغب بشدة أن أعود واسأل الله أن يوفقنا في حفظ كتابه الكريم وأن ينفعنا به.
    وعادة المشي الصباحية .. أحببتها بل وقررت أنني سأبدأ بممارسة المشي من الغد بإذن الله.
    .
    أما عن سؤالكِ في هذه التدوينة : همم بصراحة اوافقك ولكن اختلف معكِ في نقطة واحدة؛ وهي أن التعلم مهم جدًا فلا ضير في اكتساب الخبرة ع الاقل ؟!
    تعلمي القيادة من باب اكتساب الخبرة والتعلم، في حين يظل هُناك من يتكفل بنقلك.. فلا أحد يعلم أو يضمن ماذا يُخبئ لنا الغد .. ربما تنقلب الأحوال ويصبح هو في حاجة لكِ، نعم أنا مثلك لا أحب القيادة ولا أفكر فيها، ولكن أرغب بشدة أن أتمكن من الحصول فقط على رخصة وأتعلم القيادة في حين سأعتمد على من يتكفل بنقلي ولن أقود إلا لو احتجت لذلك مستقبلًا ..
    .
    أحببت بساطة تدويناتك وقصرها .. أنا ايضًا لدي مدونة افتتحتها منذ سنة تقريبًا والحقيقة أنني لم أتفرغ للكتابة ولكن مؤخرًا أُخطط للعودة وأتمنى لو أتشرف بزيارتك يومًا ما : https://swsada.wordpress.com/
    دمتِ في حفظ الرحمن ورعايته لكِ مني كل الحُب والود.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يناير

ثروة لغوية