المشاركات

حبل الود

 ...كان يدفعني بحماس لأتعلم قيادة السيارة، وكنت أبدي تخوفي منها، والحقيقة غير ذلك، وهي أني أريد أن أبقى بقربه عندما نذهب أو نغدوا للمشاوير الخاصة بنا وأن يظل إحساس حاجتي إليه قائما في ذهنه، لم تعجبني فكرة الاستغناء التام والاستقلالية عنه حتى وإن بدت في صورة حرية وتمكن وإمتلاك مهارة وقوة. الحقيقة الإنسانية تقول أن جزءا كبيرا من سعادتنا يكمن في وجود ارتباط بينتا وبين من هم حولنا، ويكون هذا الارتباط متطلق من الحب مربوط بالحاجة، مقيد بالطلب والاستمرار لتبقى علاقتنا ممتدة وخيط الرحمة والدفء ثابت لا ينقطع. أتذكر عندما كان أطفالي صغارا كنت أتضايق لكثرة حاجتهم لي، واعتمادهم أو بالأحرى رغبتهم في أن أكون معهم ومشاركة لهم عندما يلعبون أو يقرؤون أو يدرسون بل حتى عندما يذهبون للفراش يصرون علي أن أكون بقربهم، حينها لم أكون مستوعبة بشكل كاف معنى الاستمتاع بحاجة الآخرين إليك، كنت أرى في ذلك إرهاقا لي وزيادة عبء وعدم قدرة في تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم، لم أستوعب هذه المعاني إلا بعد مدة طويلة عندما كبر أكثرهم واستقلوا بقراراتهم وأفكارهم ومنازلهم بل حتى بما يشتهون من طعام ويلبسون من ثياب، حينها أدركت

تغيرت

 لم يعد الأمر سرا، بدأت في الكتابة، ربما تقدم العمر وزيادة النضج تغير كثيرا مما كنا نعتقده، وتدفعني للانفتاح ومشارك الآخرين ما أشعر به وأفرح له، لكن لازال الاحتفاظ باسمي الصريح باقيا، لا أدري لماذا، ربما لايهم معرفة السبب، الأهم عندي مشاركة المواقف والشعور. صباحكم جميل

قرار الأربعين

  في الوقت الذي نحتفي فيه بإنجازاتنا ونعدد مرات الفوز التي ظفرنا بها ومرات الفشل التي تعلمنا منها نبدو أبطالا شجعانا لمن يقرأ أو يستمع لكلماتنا، لكن حينما يتعلق الأمر بتعداد سنوات العمر خاصة لدينا نحن النساء يكون الأمر مختلفا، ودون أن نشعر تصيبنا رهبة التقدم في العمر، ونضجر من تعداد السنوات، كنت أتأمل ذلك في كل مرة يمر فيها ذكر العمر على لسان امرأة، لا أدري لماذا! لكن الذي أجزم به أن صورة المرأة المسنة العاجزة وربما كانت طريحة الفراش أو على عكاز نحوها هي سبب هذا القلق، لأن تقدم العمر ارتبط بفقد الصحة، والوهن والعجز، ونحن في مجتمعنا العربي حيث لا تهتم المرأة بصحتها كثيرا بل تضحي بها لأجل عائلتها وأبنائها حيث هذا هو الغالب لأنها تعده مدحة، وربما واجب يلزمها القيام به. قررت في نفسي بعد أن توسعت قراءاتي وتنوعت ثقافتي واتصلت بأشخاص ليسوا من محيطي التقليدي، قررت أن أكسر هذا النمط وأن أفخر بعمري واهتم بصحتي وأنوع في غذائي وأمارس الرياصة المحببة لي، وأن أتألق بمظهري، وأحب الحياة والجمال كما أحب العطاء، وبهذا لاحظت تقبلي التدريجي لسني في أي عقد كان. هذا كان قراري، فماذا قررتم؟

أبو علي وأم علي

 لعلي حدثتكم في تدوينة سابقة عن رفاق الممشى الذي يتعاهدون المشي في نفس الموقع الذي أمارس رياضتي المفضلة فيه وهنا سأتحدث عن شخصين منهما جذب انتباهي لهما وأخذا مساحة كبيرة من مطارداتي البصرية (أبو علي وأم علي)سأفترض هذه الكنية لهما،ا زوجان من جنسية عربية يتصرفان بعفوية ولطف مع بعضهما وهما يمارسان المشي، يحضرنا إلى الممشى مع أطفالهم الخمسة وأحيانا يكتفون بالأصغر، يضعون الأطفال في وسط الممشى حيث الرمل والظل وبعض الأشجار ليتسلوا فيه بينما يمارس الزوجان المشي، الواضح أن أم علي هي المعنية بالمشي حيث يظهر من شكلها أنها بدينة ويبدو أنها جادة ومصرة على التخفيف فهي تمشي بعزيمة دون توقف أو تلفت، أبو علي رشيق متوازن يمشي معها ويسبقها كثيرا ويبدو أنه يحضر معها لتشجيعها وليراقب الأطفال ولكنه لا يخلو من لطف ومداعبة لزوجته أحيانا، المشهد الجميل في الموقف أنا أبا علي عندما يسبق زوجته لأنه يهرول وهو رافع ثوبه الأزرق ليبدو سرواله الأبيض من تحته لا يكف عن مفاجأة زوجته في مرة بشيء فمرة يتجاوزها ويختفي من أمامها ثم يفاجؤها بأنه خلفها ليتجتوزها مرة أخرى، ومرة يضع يده على كتفها ليخبرها أنه لحق بها للمرة الثاني

رفاق الممشى

 على ما تعودت بعض أيام الأسبوع أمارس المشي في ممشى قريب من منزلي، تعلقت بهذه العادة، وأصبحت جزءا من هواياتي المحببة، وزادني فيها حبا قرب الممشى مني وسهولة الوصول إليه، ووجود أشخاص يمارسون فيه المشي معي عرفتهم بأشكالهم وحفظت طريقة كل واحد منهم في المشي وما يفضل ممارسته أثناء سيرة، حتى أني أفقد أحدهم إذا لم يمش ذلك اليوم، وربما فقدوني أيضا إذا تغيبت صارت بيننا صحبة ومعرفة من بعيد، لم أجرؤ على الحديث مع أحدهم، ولا أفضل ذلك وهم كذلك أجمل مافي الممشى الألفة والأمان الذي تكون بين فريق المشي دون كلام أو سلام، كل ما في الأمر نسير معا ونعرف وقت البداية لإحدانا ووقت المغادرة، ربما يصدر من بعضهم السلام عندما تقترب منه وربما يغض بصره ويمضي، وكل مرة أراهم عن بعد أشعر الحماس في حث الخطى. أدعو لهم ولنفسي بما أن رزقنا الله ما نحب

شتات

 لم أكن 

ثروة لغوية

 شاهدت اليوم مقطعا ألهمني طريقة محفزة لتطوير الذهن، والثروة اللغوية وتوسيع الفهم، فالشاب صاحب الفيديو ذكر أنه تحدى نفسه بأن يقرأ كتاب صحيح البخاري في أسبوع حيث يضم الكتاب أكثر من ٧٠٠٠ حديث صحيح، وشرع الشاب في التحدي فخلال اليوم الأول استطاع أن يقرأ ١٠٠ حديث وفي اليوم التالي زاد قليلا وبعد أسبوع تبين له ضخامة الكتب وقصر المدة التي حددها لنفسه فقرر أن يكمل القراءة واستطاع بعد عشرة أيام أن يتم القراءة حيث تبقى له ٧٠٠ حديث، وذكر أنه استفاد فائدة جمة من هذه التحربة حيث تعرف على معاني عدد من الكلمات، ودون عددا آخر من الكلمات التي لم يسبق له سماعها، فخرج بحصيلة لغوية جيدة، انتهت تحربة الشاب صاحب المقطع، وبعده عدت لنفسي وكيف يمكن أن استفيد من تجربته، وكنت حينها قد التحقت قبل أسبوعين تقريبا بدروس عن الأمثال في القرآن الكريم للشيخ د. خالد الباتلي، ولاحظت تجدد النشاط في لغتي وفهمي حيث كانت ألفاظ القرآن التي يستعرصها، وعبارة الشيخ فصيحة ناصعة موجزة معبرة، ليس فيها حشو ممل ولا قصر مخل، فقررت أن انهج منهج القراءة والاستماع للحديث النبوي والآيات القرانية بتأمل وتفكر، أما الحديث فتوجد قناة خاصة بالكتب