قرار صعب
لم يكن اليوم كما تعودت، صباح مشرق بنفس منفتحة على الحياة والجد والعمل، لا أنكر أنه كان صباحا معافا من المصائب والكوارث فالحمد لله كان وأكثر، ما أعنيه هنا أن نفسي منقبضة فيه متأزمة تنتظر صدور قرار لم اعتدت مثله، حاولت مدافعة إصداره، استعملت جميع الحيل للحيلولة دونه، لأني في قرارة نفسي أريد الموافقة، لكن المعطيات والأحداث والظروف الواقعية تقول الصواب هو قول لا، وهذا خلاف رغبتي، فعندما عرضي علي العمل مع مجموعة صغيرة أعضاؤها رائعون، عملهم غاية في الروعة والإبداع، في صلي هواياتي ومهاراتي، في مكان موقر، وهذا كل ما أريد، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، مقرهم يبعد عن سكتي قرابة ساعة، وعملي الحالي يبعدعني خمس دقائق، دوامهم حضوري يمتد بين الثامنة حتى الثانية والنصف ودوامي الحالي من السابعة والنصف حتى الثانية عشرة يوم واحد حضوري وباقي الأيام الأربعة عن بعد، مع مجموعة صغير ومديرة رائعة تؤمن بحرية الرأي والإبداع في حدود النظام.
أظن أني بذلك عرضت لكم الفرق جليا،
نفسي تتوق إلى التغيير والتجديد، وارتباطات الحياة ومعطيات العمل الجديد تقول ليس هذا مناسبا الآن والفرصة ليست منافسة بالقدر الكافي لما أنت فيه الآن،
اتخذت قرار الرفض هذا الصباح وأرسلت رسالة شكر وتقدير وترشيح لشخصيات أظنها ستوافق على العمل الذي اعتذرت عنه، رغم أني أعددت نفسي ملابسي حقيبتي كل مايلزم للمقابلة للعمل الجديد، وذلك رغبة مني في عسف نفسي للموافقة القسرية، لكني لم أتمكن، فعند الصباح أحسست برغبة شديدة في النوم على غير عادتي، وتظاهرت به دفنت رأسي في الوسادة، أبحث عنه حتى أؤخر قرار الاعتذار، لعلي أقاوم نفسي وأنهض إليه، لكن لامحالة بعد ساعة من تظاهري بالنوم، تشجعت وقلت يكفي مماطلة، وتذكرت حق الجهة المرشحة في أن تعرف قراري في أسرع وقت، استعنت بالله، وأرسلت اعتذاري مع فائق الحب والتقدير لهم.
السلام
تعليقات
إرسال تعليق